قصة...(العيون تخبر مكنون الصدور)
وقف رجل عجوز على ضفة النهر ينتظر من يساعده في العبور إلى الضفة الأخرى ولم تكن هناك أيه جسور للعبور عليها وحيث كان البرد قارسا يصعب عبور الماء بالسير فيه وبعد فترة انتظار طويلة رأى العجوز مجموعة فرسان يقتربون على متن خيولهم ترك الفارس الأول يمر دون أن يطلب عونه ثم ترك الثاني والثالث والرابع والخامس وأخيرا لم يعد متبقيا إلا فارس واحد وعندما اقترب منه نظر الرجل في عينيه مباشرة وقال له: " هلاّ وصلتني إلى الضفة الأخرى من النهر أيها السيد" ورد الفارس على الفور قائلا:" بالتأكيد, أصعد".
وبمجرد أ، عبر النهر نزل العجوز عن متن الفرس إلى الأرض وشكره وقبل أن يرحل قال له الفرس:" أيها السيد لم استطع منع نفسي من ملاحظة إنك سمحت لجميع الفرسان الآخرين بالمرور دون أن تطلب من أيهم توصيلك وبعد ذلك عندما اقتربت منك طلبت مني على الفور أن أقوم بتوصيلك أشعر بالفضول لمعرفة السبب الذي جعلك تجحم عن طلب مساعدتهم وجعلك تطلب مني أنا المساعدة" , أجاب العجوز في هدوء:" لقد نظرت في عيونهم ولم أر من أي فيها أي حب وعلمت في أعماق نفسي أنه لن تكون هناك جدوى من محاولة طلب توصيله من أي منهم ولكنني عندما نظرت في عيحرام عليكرأيت حبا ورغبة واستعداد في المساعدة وإنك ستسعد أيضا بذلك فطلبت منك المساعدة" فرد الفارس بتواضع قائلا:" أتعلم أنني أشعر بالامتنان الشديد تجاه هذا الذي تقوله وأقدر لك هذا كثيرا".
ملاحظة: الفارس هو (توماس جيفرسون) أحد رؤساء أمريكا سابقا.