السلام عليكم
إعداد : منى العدساني
إشراف : د. عبدالقادر عثمان
إبريل 1998م
مقدمة :
الأسرة نظام اجتماعى متكامل وهى أساس وجود المجتمع ومصدر الأخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك ، ففيها يتلقى الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية وبواسطتها تمارس عمليات التنشئة الاجتماعية للطفولة فنجد الأطفال متمسكين بما اكتسبوه من قيم ومبادئ تساعدهم على تحقيق أهدافهم من ناحية وتقيهم أخطار الحياة من ناحية أخرى ، ونستطيع أن نميز الأسر حسب أنواعها فهناك الأسرة النواة وهى الزوج والزوجة والتي تظل مركز التناسل ومصدر الرعاية الأولية المباشرة ، وهناك الأسرة الممتدة وهى المكونة من الأم والأب والأبناء والأجداد (1) .
ولا يتصور وجود طفولة دون أمومة فالأم هى التضحية والوفاء والإخلاص(2) فهي التي ربت وسهرت وخافت وأحاطت أبنائها بالرعاية والحنان ، إنها الكلمة الأولى التي ننطق بها والصورة الأولى التي نطلع عليها ، وهى الزوجة والمرأة العاملة الذي أصبح دورها كبيراً في المجتمع ، نتيجة التغيرات التي لحقت بهذا الدور والذي تمثل في خروجها للعمل ومشاركتها في مجالات الحياة المختلفة مما أكسب رأيها احتراماً أيده القانون والرأي العام (3) .
أما الطفولة فهى شباب الغد ورجال المستقبل وتتركز أهمية الطفولة في أنها مرحلة مهمة في حياة الانسان ، ففيها تتكون شخصيته وتتشكل طباعه ، وكلما كانت الأسرة قوية وقادرة على التنشئة السليمة كانت أكثر تماسكاً ولديها القدرة على التغلب على الأزمات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية(4) .
والأسرة الكويتية تغيرت كثيراً عن ذي قبل ، لدخول الكثير من الأفكار والثقافات المادية عليها ، ويلاحظ ذلك بوضوح في سلطة الأب الذي كانت له هيبته التي يحترمها جميع أفراد الأسرة ، وهذه الهيبة جعلته صاحب السلطة المطلقة في إدارة شئون المنزل (5) ، أما في الوقت الحاضر فنجد للمرأة دور كبير في المساهمة بإدارة شئون المنزل وتربية الأبناء مما قلل من مشاركة الأب في تلك الإدارة (6) .
ودستور الكويت الصادر سنة 1962م قفز بالبلاد حضارياً بما قرره من مبادئ للديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وكانت قضايا الأسرة والنشء إحدى مقوماته الأساسية حيث نصت المادة (19) على إن : 'الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن ويحفظ القانون كيانها ويقوى أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة' . كما نصت المادة (10) على أن : 'ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي' وعليه نجد أن مستقبل الأسرة مسألة هامة تحرص جميع المجتمعات على صيانتها وتقويتها حتى ينشأ جيل واعي سليم التنشئة قادر على النهوض بمستقبل بلاده ، ومن دستور الكويت نبتت القوانين التي تضمنت حماية للطفولة والأمومة .