تعويد الأطفال على ممارسة الشعائر الدينية وأداء العبادات أمر في غاية الأهمية ،فتعود الطفل على التعبد منذ صغره سيعينه على الالتزام دينيا في المستقبل حينما يصير شابا ،وسيمكنه ذلك أيضا من تهذيب أخلاق أبنائه وتعليمهم أصول الدين على نحو سليم.
لابد وأن تدرك الأم أن التدرج أمر مهم ،فليس من المعقول أن تدعو طفلها للصيام والالتزام بالصلوات الخمس وهو لا يزال لا يدرك كيفية القيام بتلك الفروض ولا يعي الحكمة وراء فرضها عليه، كما أن الحالة الصحية والاستعداد البدني من الأمور المهمة الواجب مراعاتها.
الترغيب ،لا الترهيب
من الصحيح أن رسول الإسلام-عليه الصلاة والسلام-قد أمر بمعاقبة الأطفال بالضرب إن لم يلتزموا بالصلاة ،ولكن التهديد بالضرب ومعاقبة الطفل عند عدم الالتزام بإقامة الفروض الدينية قد يضاعف حجم المشكلة. قد يشعر الطفل بحالة من التمرد ،وقد يمتنع عن الصلاة والصيام في السر ،وهذا سيشجعه على المعصية وسيجعل ترك الفرائض بمثابة الثأر ممن اعتدى عليه بالضرب.
تعويد الطفل تدريجيا على العبادات
لا تنسي أن سن العاشرة هو أنسب سن لأمر الطفل بالصيام ،طالما أن حالته الصحية تسمح بذلك ،وإن كان يرى أن البالغ هو المأمور بالصيام ،وليس من هو أدنى من ذلك عمرا.
سيتعود الطفل من العاشرة حتى سن البلوغ على الصيام ،ومن الممكن أن يكتفي في أول الأمر بالصيام لعدة ساعات حتي يمكنه تحمل عناء الصيام بمرور الوقت. ويمكن مكافأته بمنحه الهدايا التي يحبها إذا ما أتم يوما كاملا من الصيام ،وكذلك بتقديم أشهى المأكولات التي تميل إليها نفسه.
إشراك الطفل في الإعداد لوجبات الإفطار
سيشعر طفلك بالخزي إن وجد نفسه مفطرا وممتنعا عن أداء الصلاة وحده دون بقية أفراد الأسرة ،وعليك حينها إشعاره أنه عضو في العائلة وأن عليه أن يشارك جميع أعضائها جميع أنشطتهم ،فكما يشاركهم الأكل والتنزه ،عليه أيضا أن يشاركهم عناء الصوم وإعداد الوجبات الخاصة بالإفطار.
إطلاع الطفل على أهمية الصلاة أثناء الصوم
لابد على الطفل أيضا أن يدرك أن صومه دون صلاة قد لا يقبل ،كما هو رأي معظم علماء الدين ،وأن الصلاة مفروضة في جميع أيام العام ،ولكن أجرها مضاعف في رمضان. علمي طفلك منذ نعومة أظفاره أن رمضان موسم لجمع الحسنات وأن الله يجزي الملتزمين فيه بالطاعات خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
شجعيه على أداء الزكاة
رغم أن طفلك غير مكلف بأداء الزكاة ،شجعيه على إنفاق شيء من مصــروفه اليومي في سبيل الله بإعطاء السائلين. أشركيه أيضا في توزيع الأطعمة على المحتاجين ،وسيشعر حينها بحلاوة الطاعة وبرضا ربه عز وجل.